ما الفرق بين عذاب الله الغليظ والشديد ؟

اقتباس :: حينما مررت على آية في سورة هود قوله تعالى : (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ) الآية 58
فتساءلت كيف يكون عذاب الله غليظا ؟ وهل هناك فرق بين الغليظ والشديد؟

مما لا شك فيه أن العذاب المذكور في القرآن الكريم أنواع منه البئيس
والمقيم والرجز وغيرهم وقد أفرد موضوعا آخر عن الأنواع إن شاء الله ..ومن
ضمن الأنواع أن عذابه غليظ

قلتُ الغليظ هو الخشن القاسي فنقول للرجل المتصف بالقسوة أنت رجل غليظ والله تعالى قال (ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك) "فالغليظ خلاف الرقيق...ورجل غليظ القلب:قاسٍ"

فإن علمنا أن العذاب ممكن أن يوصف بالشدة..فهل يوصف بالغلظة ؟
بحثتُ عن المعنيين فوجدت أن العذاب لم يوصف بالغلظة إلا في أربع آيات في القرآن:
1-سورة هود قوله تعالى : (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ) الآية 58

2-سورة إبراهيم قوله تعالى : (يتجرّعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ) الآية 17

3-سورة لقمان قوله تعالى : (نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ) الآية 24

4-سورة فصلت قوله تعالى : (ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن
هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن
الذي كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ) الآية 50

فأقول مما قرأته من بحوث واستفدت خاصة من كلام الشيخ أحمد الكبيسي حفظه الله:

* كل عذاب وصف بالغلظة في القرآن.. مرتبط
بعذاب الآخرة لأهل النار وقد يكون هنا الفرق بين أن يكون غليظا أو
شديدا..فعذاب الدنيا ممكن أن يوصف بالشدة كعذاب الله الظالمين في الدنيا من
فقْد بضاعة أو خسارة مال أو تهدور صحة أو جنون يصيب الساحر جزاءا على
فعلته واستجابة لدعوة مظلوم مسحور..فالعذاب والألم شديد إلا أن شدته أقل أو
أخف من عذاب الله في الآخره فممكن أن يوصف بالغليظ والشديد أيضا

* العذاب الغليظ أي عذاب خشن قاسٍ لا يتوقف
ولا يخف مثل العلاقة بين الحطب والنار..كلما رميت حطبا كلما زادت النار في
الاشتعال ولا تخبو..وكذا العلاقة بين السجّان والمسجون.. كلما سمع السجان
أنين المسجونين حين الضرب كلما زاد في ضربه مستمتعا بأنينهم كأنها معزوفة
لابد منها !
وكذا نار جهنم والعياذ بالله وأجارنا منها ..أما قرأت قوله تعالى في النار
حينما تتكلم وتقول (هل من مزيد ) ؟ كلما زاد صراخ من في النار زادت النار
عذابا لهم..هل من مزيد ؟ وهذا من غلظتها وقسوتها عليهم
فهي تشهق وتزفر قال تعالى : (إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيّظا
وزفيرا) وتتغيظ قال تعالى عنها : (تكاد تميّز من الغيظ) وتبصر وتطلب
المزيد..إلا أنها لا تمتلك رأفة ورحمة على أهلها !

"وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله في الأضواء عند
تفسير سورة الفرقان: اعلم أن التحقيق أن النار تبصر الكفار يوم القيامة،
كما صرح الله بذلك في قوله هنا: إذا رأتهم من مكان بعيد، ورؤيتها إياهم من
مكان بعيد، تدل على حدة بصرها كما لا يخفى، كما أن النار تتكلم كما صرح
الله به في قوله: يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد. والأحاديث
الدالة على ذلك كثيرة، كحديث محاجة النار مع الجنة، وكحديث اشتكائها إلى
ربها، فأذن لها في نفسين، ونحو ذلك، ويكفي في ذلك أن الله جل وعلا صرح في
هذه الآية أنها تراهم، وأن لها تغيظا على الكفار، وأنها تقول: هل من مزيد، واعلم
أن ما يزعمه كثير من المفسرين وغيرهم من المنتسبين للعلم من أن النار لا
تبصر، ولا تتكلم، ولا تغتاظ. وأن ذلك كله من قبيل المجاز، أو أن الذي يفعل
ذلك خزنتها كله باطل ولا معول عليه لمخالفته نصوص الوحي الصحيحة بلا مستند،
والحق هو ما ذكرنا،وقد أجمع من يعتد
به من أهل العلم على أن النصوص من الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن ظاهرها
إلا لدليل يجب الرجوع إليه كما هو معلوم في محله"
موقع اسلام ويب

أما العذاب الشديد...يتبع إن شاء الله

والله تعالى أعلم

]♫♫يًـــعٌطـــيكـــَ... آآلــعٍٍٍـــآآفـًــيــهْــ

مرسي للمرووووووووور

يعطيك العافيه

» الفرق بين المسلم والكافر؟
» الفرق بين البنت والولد اذا فرحوووووو.......
» فرح الله بتوبة عبده00
» السلام عليكم ورحمة الله
» صور مكنسة البحر سبحان الله‏‎